هل استيقظت يومًا على إحساس مزعج بالنبض المؤلم وانتفاخ غامض حول ضرسك؟ انتفاخ لثة الضرس ليس مجرد إزعاج عابر، فقد يبدو الأمر بسيطًا ويمكن تحمله أحيانًا، ولكنه قد يكون علامة على مشكلة أعمق في صحة الفم، مثل: وجود التهابات، أو عدوى، أو مشاكل في جذور الأسنان. تابع قراءة هذه المقالة لتعرف أكثر عن أسباب انتفاخ لثة الضرس، وأعراضه، وطرق العلاج والوقاية، ومتى يكون الأمر خطيرًا.
أعراض انتفاخ لثة الضرس
انتفاخ اللثة حول الضرس قد يكون مصحوبًا بعدة أعراض، منها:
- احمرار اللثة أو تغير لونها إلى الأحمر الداكن أو البنفسجي.
- ألم نابض أو مستمر في اللثة أو السن.
- نزيف اللثة خاصة أثناء تنظيف الأسنان.
- رائحة فم كريهة.
- تورم الوجه في الحالات المتقدمة.
- حساسية الأسنان تجاه السخونة أو البرودة.
- طعم غير مستحب في الفم.
- وجود صديد أو خراج بين السن واللثة.
- ارتخاء أو تخلخل الضرس.
- ألم ممتد إلى الفك أو الرقبة أو الأذن.
- صعوبة في المضغ أو فتح الفم.
- حمى أو شعور عام بالإعياء إذا كانت العدوى شديدة.
أسباب انتفاخ لثة الضرس
تتعدد أسباب انتفاخ لثة الضرس، وأبرزها ما يلي:
1. أسباب متعلقة بصحة الفم والأسنان
- سوء نظافة الفم وتراكم بقايا الطعام والبلاك.
- أمراض اللثة مثل:
- التهاب اللثة (مرحلة مبكرة وقابلة للعلاج).
- التهاب دواعم السن (مرحلة متقدمة قد تسبب تآكل العظم وتخلخل الأسنان).
- خراج الأسنان الناتج عن عدوى بكتيرية.
- تسوس الأسنان العميق.
- إصابة السن أو كسر الجذر.
- انحشار جسم غريب مثل: بقايا طعام أو قشرة فشار بين الضرس واللثة.
- طقم أسنان أو تقويم غير مناسب.
2. أسباب صحية أخرى
- نقص الفيتامينات مثل: فيتامين C أو B.
- العدوى الفيروسية أو الفطرية (مثل: الهربس الفموي أو القلاع).
- السكري غير المسيطر عليه.
- الآثار الجانبية لبعض الأدوية.
- التغيرات الهرمونية خلال الحمل أو البلوغ أو سن اليأس.
- استخدام التبغ أو التدخين.
- سرطانات الدم مثل: اللوكيميا (في حالات نادرة).
ضرس العقل المدفون: علاقته بانتفاخ اللثة والألم
ضرس العقل -أو ما يُعرف بالأضراس الثالثة- هو آخر الأسنان الدائمة التي تنمو، وغالبًا يظهر في أواخر سن المراهقة أو أوائل العشرينات.
في كثير من الحالات، لا يخرج هذا الضرس بالكامل من اللثة، ويظل مدفونًا جزئيًا أو كليًا، مما قد يؤدي إلى مشكلات صحية مزعجة أبرزها انتفاخ اللثة والألم.
من أبرز المضاعفات التي يسببها ضرس العقل المدفون هو ما يُعرف بـ التهاب ما حول التاج، وهو تورم أو التهاب في أنسجة اللثة المحيطة بالسن غير البازغ كليًا، ويحدث ذلك عادة عندما يتكون غطاء لثوي جزئي -يُسمى “الغطاء الخيشومي”- فوق الضرس، مما يسمح بتراكم بقايا الطعام والبكتيريا أسفله، هذا التراكم يُسبب التهيج والعدوى، ويؤدي إلى تورم اللثة والشعور بالألم، خاصة عند المضغ أو فتح الفم.
غالبًا يظهر هذا الالتهاب حول ضروس العقل السفلية، وقد تتفاقم الأعراض لتصل إلى تورم في الخد أو الرقبة في الحالات الشديدة. من العوامل التي تزيد من خطر حدوثه:
- وجود ضرس عقل لم يخرج بالكامل.
- التوتر والضغط النفسي.
- الحمل.
- قلة نظافة الفم.
- وجود أنسجة لثوية زائدة.
- التهابات الجهاز التنفسي العلوي.
ورغم أن التهاب ما حول التاج ليس معديًا بحد ذاته، ولكن البكتيريا المسببة له يمكن أن تنتقل عبر اللعاب، مما يجعل مشاركة أدوات الطعام أو التقبيل وسيلة لنقل العدوى.
إذا كنت تعاني من انتفاخ اللثة أو ألم في مؤخرة الفم، فقد يكون السبب ضرس العقل المدفون، ويُفضّل زيارة طبيب الأسنان للتشخيص والعلاج المناسب، والذي قد يشمل تنظيف المنطقة أو في بعض الحالات خلع الضرس نهائيًا لتفادي تكرار الالتهاب.
كيفية علاج انتفاخ لثة الضرس
يعتمد علاج انتفاخ اللثة حول الضرس على السبب الرئيسي للحالة، ويشمل ما يلي:
أولًا العلاجات الطبية لدى طبيب الأسنان
1. تشخيص السبب بدقة
- إذا كان التورم حول ضرس واحد فقط، فقد يكون السبب وجود خراج أو عدوى في جذر السن.
- إذا كان التورم عامًا أو ناتجًا عن تراكم البلاك والجير، فقد يكون السبب مرض في اللثة مثل: التهاب اللثة أو التهاب دواعم السن.
- في بعض الحالات، يتم البحث عن أسباب جهازية مثل: نقص الفيتامينات أو داء السكري.
2. إجراءات علاجية شائعة
- تنظيف الأسنان المهني: إزالة الجير والبلاك باستخدام أدوات متخصصة، يتبعها تلميع للأسطح لمنع إعادة التراكم.
- تجريف الجذور وتسويتها (Deep cleaning): إزالة البكتيريا والرواسب من جذور الأسنان تحت خط اللثة باستخدام مخدر موضعي.
- المضادات الحيوية: تُصرف إذا كانت هناك عدوى أو خراج، وقد تكون على شكل أقراص فموية، أو هلام موضعي، أو غسول مطهر.
- علاج قناة الجذر (Root canal): في حال وجود عدوى في لب السن أو جذوره، يتم إزالة البكتيريا وتنظيف الجذر وحشوه.
- شق وتصريف الخراج: إذا كان التورم ناتجًا عن خراج، قد يحتاج الطبيب إلى فتحه لتفريغ القيح وتنظيف المنطقة.
- خلع السن: في بعض الحالات المتقدمة أو التي لا تستجيب للعلاج، قد يكون من الضروري خلع الضرس المصاب.
- إجراءات متقدمة مثل LANAP (العلاج بالليزر): لتقليل الجيوب اللثوية وتحفيز شفاء الأنسجة، خصوصًا في أمراض اللثة المزمنة.
- جراحة العظام: تُجرى في بعض الحالات لتصحيح تشوهات العظام حول السن.
ثانيًا: العلاجات المنزلية لتخفيف الأعراض
هذه الطرق لا تغني عن زيارة طبيب الأسنان، ولكنها تساعد مؤقتًا في تخفيف الألم والتورم:
1. المضمضة بالماء المالح الدافئ
- تُساعد في تقليل الالتهاب والبكتيريا.
- تُحضَّر بإذابة ملعقة صغيرة من الملح في كوب ماء مغلي ثم يُترك ليبرد.
- تُستخدم المضمضة 3- 4 مرات يوميًا.
2. كمادات الثلج
توضع على الخد في مكان التورم لتقليل الالتهاب والانتفاخ.
3. تنظيف الفم بعناية
- تفريش الأسنان مرتين يوميًا، وخيط الأسنان مرة واحدة.
- تجنّب تفريش المنطقة المنتفخة بعنف.
4. غسولات فموية مطهّرة
متاحة بدون وصفة طبية أو بوصفة، وتحتوي على الكلورهيكسيدين عند الحاجة.
5. استخدام جل الكركم أو غسول زيت شجرة الشاي
لمزاياها المضادة للبكتيريا والالتهاب.
6. مسكنات الألم مثل الإيبوبروفين
لتخفيف الألم والانزعاج لحين استشارة الطبيب.
طرق الوقاية من التهاب اللثة حول الضرس
إليك بعض النصائح للوقاية من تورم اللثة:
1. العناية اليومية بصحة الفم
- احرص على تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط يوميًا، وخصوصًا بعد تناول الطعام.
- راجع طبيب الأسنان كل ستة أشهر لإجراء تنظيف احترافي ومتابعة أي أعراض غير معتادة.
- إذا كنت تعاني من جفاف الفم -والذي قد تسببه بعض الأدوية أو الحالات الصحية- تحدث مع طبيب الأسنان، لأن جفاف الفم يزيد من خطر تراكم البلاك والجير.
- كما يمكنك استشارة طبيب الأسنان حول أفضل أنواع غسول الفم أو معجون الأسنان المناسب لصحة اللثة.
2. السيطرة على التوتر
- تشير الدراسات إلى أن التوتر المزمن قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض اللثة، بل ويمكن أن يضعف فعالية العلاج ويزيد من شدة الأعراض، لذلك، يُنصح بممارسة تقنيات الاسترخاء مثل:
- التأمل.
- تمارين التنفس العميق.
- اليوغا.
كلها تساهم في تقليل التوتر وتحسين صحة الفم بشكل غير مباشر.
3. اختيار معجون الأسنان المناسب
بعض معاجين الأسنان تحتوي على تركيبات خاصة تساهم في:
- تقليل التهاب اللثة.
- التخفيف من حساسية الأسنان.
- منع تراكم الجير.
- حماية مينا الأسنان من التآكل.
توصي جمعية طب الأسنان الأمريكية باستخدام معجون يحتوي على الفلورايد وخالي من السكر أو النكهات الصناعية التي قد تزيد من خطر التسوس.
4. الالتزام بنظافة الفم اليومية
نظف أسنانك مرتين يوميًا باستخدام معجون غني بالفلورايد، واستخدم أيضًا خيط الأسنان لإزالة البلاك من المناطق التي لا تصل إليها الفرشاة.
متى يكون انتفاخ لثة الضرس خطيراً؟
يُعد انتفاخ اللثة حول الضرس خطيرًا ويستدعي زيارة الطبيب في الحالات التالية:
- استمرار التورم لأكثر من أسبوعين.
- وجود ألم شديد لا يتحسن مع المسكنات.
- ظهور أعراض مصاحبة مثل:
- خراج أو قيح.
- صعوبة في المضغ أو البلع.
- تغير في عضة الفك أو ألم عند اللمس.
- تورم في الوجه أو الرقبة.
- إذا كان هناك نزيف متكرر أو تقرحات لا تلتئم.
- عند وجود أمراض مزمنة مثل: السكري أو ضعف المناعة، فقد يتطور الأمر سريعًا.
