هل تستيقظ أحيانًا وأنت تشعر بألم في الفك، أو صداع متكرر لا تعرف مصدره؟ قد تكون ضحيةً لصرير الأسنان الليلي دون أن تدري! هذه العادة اللاإرادية التي تُظهر التوتر والضغط النفسي على شكل احتكاك عنيف بين الأسنان أثناء النوم، وتُهدد سلامة أسنانك وتُنهك عضلات الفك، ولكن لا داعي للقلق، في عيادة في دنتي، نقدم لك الحل بوسيلة فعالة تُعرف باسم “واقي الأسنان الليلي”، إذ يُعد أحد أبرز أساليب علاج صرير الأسنان والوقاية من أضراره على المدى الطويل.
ما هو واقي الأسنان الليلي؟
واقي الأسنان الليلي هو جهاز يُصنع غالبًا من مادة بلاستيكية مرنة، يُرتدى داخل الفم أثناء النوم لحماية الأسنان، ويُستخدم بشكل شائع في علاج صرير الأسنان، ويساعد على تقليل التلف الناتج عن ذلك.
يُصمّم واقي الأسنان الليلي عادةً ليُغطّي الأسنان العلوية، ولكن في بعض الحالات، قد يُوصي طبيب الأسنان باستخدام واقٍ للأسنان السفلية أيضًا، حسب حالة الفك أو نمط الطحن.
أعراض صرير الأسنان
صرير الأسنان، سواء كان أثناء النوم أو الاستيقاظ، قد يسبب مجموعة من الأعراض التي تتفاوت في شدتها، من أبرز العلامات التي قد تظهر ما يلي:
- طحن أو شدّ الأسنان، وقد يكون الصوت عاليًا بما يكفي لإيقاظ شريكك في النوم.
- تآكل أو تشقق مينا الأسنان، مما يؤدي إلى حساسية الأسنان أو انكشاف طبقاتها الداخلية.
- أسنان مسطحة، أو مكسورة، أو مرتخية.
- ألم في الأسنان، خاصةً عند الاستيقاظ.
- حساسية تجاه المشروبات أو الأطعمة الساخنة والباردة.
- ألم أو تصلب في عضلات الفك، خاصةً أثناء المضغ أو بعد الاستيقاظ.
- صداع يبدأ من منطقة الصدغين (جانبي الرأس).
- ألم في مفصل الفك أو في الوجه والرقبة أو خلف الأذن، على الرغم من عدم وجود مشكلة في الأذن نفسها.
- صعوبة في فتح أو إغلاق الفم بشكل كامل، مع احتمالية سماع صوت فرقعة عند تحريك الفك.
- تضخم في عضلات الفك (في بعض الحالات المتقدمة).
- مشاكل في النوم أو الشعور بعدم الراحة عند الاستيقاظ.
- طنين في الأذن (رنين غير مبرر).
- انبعاجات الأسنان على اللسان أو ارتفاعات في بطانة الخد الداخلية نتيجة العض المتكرر.
أنواع صرير الأسنان
ينقسم صرير الأسنان إلى نوعين رئيسيين:
- صرير الأسنان أثناء اليقظة:
- يحدث عادةً بسبب القلق أو التوتر أو الغضب، وقد يرتبط بتركيز الشخص على مهمة معينة.
- كثير من الناس لا يحتاجون إلى علاج لهذا النوع، طالما تم التحكم في التوتر وزيادة الوعي بالعادات الفموية.
- صرير الأسنان أثناء النوم:
- غالبًا يحدث دون وعي، وقد يُسبب ضررًا أكبر للأسنان والمفصل الفكي الصدغي بسبب استمراريته دون إدراك.
- يُعد هذا النوع الأكثر شيوعًا وغالبًا يتطلب تدخلًا علاجيًا مثل: استخدام واقي الأسنان الليلي.
أسباب صرير الأسنان
لا يوجد سبب واحد واضح لصرير الأسنان، ولكن يُعتقد أنه نتيجة تداخل عدة عوامل جسدية ونفسية ووراثية، إذ إنه قد يحدث أثناء الاستيقاظ نتيجة التوتر أو القلق أو الغضب أو حتى كعادة لا إرادية أثناء التركيز أو التفكير، أما أثناء النوم، فيُصنف كنوع من “نشاطات المضغ المرتبطة بالنوم” وغالبًا يصاحبه اضطرابات نوم قصيرة.
عوامل الخطر
إليك أهم العوامل التي تزيد خطر الإصابة بصرير الأسنان:
- التوتر والقلق: يُعد الإجهاد النفسي والعاطفي من أبرز المحفزات، كما أن الاضطرابات النفسية مثل: الاكتئاب أو اضطرابات القلق (مثل: اضطراب القلق العام أو الاكتئاب الشديد) تزيد من احتمال الإصابة.
- عادات نمط الحياة: يزيد التدخين، وتناول الكحول، والإفراط في استهلاك الكافيين (أكثر من ٦ أكواب يوميًا)، من احتمالية صرير الأسنان بنسبة تصل إلى الضعف مقارنة بمن لا يمارسون هذه العادات.
- نوع الشخصية: الأشخاص ذوو الشخصيات العدوانية أو التنافسية أو مفرطة النشاط أكثر عرضة للإصابة.
- عادات الفم أثناء اليقظة: مثل عض الشفاه أو اللسان أو الخد، أو مضغ العلكة لفترات طويلة.
- الأدوية: قد يرتبط صرير الأسنان بتناول بعض الأدوية، خاصة مضادات الاكتئاب من نوع مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، بالإضافة إلى أدوية أخرى تُستخدم في علاج الصرع أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD).
- انقطاع النفس النومي: تشير الأبحاث إلى وجود علاقة بين صرير الأسنان واضطرابات النوم، خصوصًا انقطاع النفس النومي، ولكن لم يتضح بعد ما إذا كانت العلاقة سببية في اتجاه واحد أو متبادلة.
- العوامل الوراثية: صرير الأسنان أثناء النوم قد ينتشر في العائلات، فإذا كنت تعاني منه، فمن المرجح أن يكون هناك تاريخ عائلي مشابه.
- الحالات الطبية المصاحبة: يمكن أن يكون صرير الأسنان مرتبطًا بأمراض مثل: باركنسون، والخرف، والارتجاع المعدي المريئي (GERD)، والصرع، والكوابيس الليلية، واضطرابات النوم الأخرى.
- السن: يُعد صرير الأسنان شائعًا بين الأطفال، خصوصًا أثناء النوم، وغالبًا ما يتلاشى مع التقدم في العمر وظهور الأسنان الدائمة.
فوائد واقي الأسنان الليلي
يساعد واقي الأسنان الليلي في الوقاية من العديد من مشاكل الفم والفك المرتبطة بالنوم، ويُوصى باستخدامه في الحالات التالية:
- علاج صرير الأسنان: يقلل من طحن الأسنان أو شد عضلات الفك أثناء النوم، مما يُساهم في حماية مينا الأسنان من التآكل والتشقق، ويُخفف من آلام الفك والصداع المصاحب.
- الوقاية من مشاكل المفصل الصدغي الفكي (TMJ): يمكن أن يخفف من توتر العضلات وآلام المفصل الفكي، ويُقلل من الأعراض المصاحبة مثل: الطقطقة أو انغلاق الفك، ومع ذلك، يُفضل استشارة الطبيب لتقييم فاعليته حسب الحالة.
- حماية الأسنان بعد الإجراءات الطبية: مثل التبييض أو وضع التركيبات، إذ إنه يعمل كدرع واقٍ للأسنان من الصدمات أو الاحتكاك الليلي.
- المساعدة في حالات انقطاع النفس النومي أو الشخير: في بعض الحالات الخفيفة إلى المتوسطة، قد تساعد واقيات الفم المصممة خصيصًا في تحسين تدفق الهواء أثناء النوم كبديل لجهاز ضغط الهواء الإيجابي (PAP)، خاصة لمن يجدون صعوبة في استخدامه، وتتميز هذه الأجهزة بأنها محمولة، وسهلة التنظيف، ولا تصدر ضجيجًا.
من المهم التوقف عن استخدام واقي الأسنان الليلي واستشارة الطبيب إذا تسبب في ألم أو عدم راحة.
واقي الأسنان الليلي للأطفال
صرير الأسنان أثناء النوم ظاهرة شائعة بين الأطفال، وغالبًا يلاحظها الأهل من خلال صوت طحن الأسنان الليلي، وعلى الرغم من أن صرير الأسنان لا يُعد عادةً ضارًا في مرحلة الطفولة بسبب النمو المستمر للفك والأسنان، إلا أن بعض الحالات قد تستدعي التدخل لحماية الأسنان والوقاية من المضاعفات.
متى يُوصى باستخدام واقي الأسنان الليلي للأطفال؟
يُوصى به في الحالات التالية:
- إذا كان الطفل يعاني من ألم أو تآكل ملحوظ في الأسنان.
- وجود أعراض مثل: صداع صباحي، أو آلام الفك، أو صعوبة في فتح الفم.
- إذا كان صرير الأسنان ناتجًا عن عوامل مثل: التوتر أو اضطرابات نوم، أو حالات طبية مثل: اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) أو الشلل الدماغي.
عوامل قد تُساهم في صرير الأسنان لدى الأطفال
- ألم التسنين أو نمو الأسنان.
- القلق والتوتر النفسي.
- بعض الأدوية مثل: مضادات الاكتئاب أو الذهان.
- مشاكل في التنفس أثناء النوم أو حالات عصبية.
كيف يساعد واقي الأسنان الليلي في علاج صرير الأسنان؟
يُعد واقي الأسنان الليلي من الوسائل الفعّالة في علاج صرير الأسنان، إذ يعمل هذا الجهاز كحاجز بين الأسنان العلوية والسفلية، مما يمنع احتكاكها المباشر ويقلل من تآكل المينا أو تكسر الأسنان، كما يساهم في تخفيف الضغط الزائد على عضلات الفك والمفصل الصدغي الفكي، مما يساعد على تقليل الألم والتيبّس، ويحد من الصداع وآلام الوجه الناتجة عن توتر عضلات الفك.
تتوفر أنواع مختلفة من واقيات الفم، منها ما يُباع دون وصفة طبية ويُحضّر منزليًا بعد تسخينه وتشكيله بعضّ الأسنان عليه، ومنها ما يُصنع خصيصًا لدى طبيب الأسنان ليُناسب شكل الفك بدقة، وهذا النوع المخصص لا يقتصر على الحماية فقط، بل يُساهم أيضًا في تحسين وضعية الفك وتقليل إجهاد العضلات والمفاصل.
ورغم أن واقي الأسنان الليلي لا يُعالج السبب الجذري للصرير مثل: التوتر أو مشاكل الإطباق، إلا أنه يُعد خطوة مهمة في علاج صرير الأسنان، من خلال تقليل الأعراض، ومنع تفاقم الحالة، والحفاظ على صحة الأسنان والفك على المدى الطويل.
في عيادة في دنتي، نؤمن بأن راحة نومك تبدأ من صحة فكّك، لا تدع صرير الأسنان يؤثر على جودة حياتك، واحجز استشارتك الآن ودع فريقنا يساعدك في اختيار الحل الأنسب لحالتك.
الأسئلة الشائعة
قد يكون من الصعب السيطرة على صرير الأسنان أو الضغط عليها أثناء النوم، ولكنه ليس مستحيلاً، إليك بعض النصائح التي قد تساعد على التخفيف من المشكلة أو الوقاية منها:
- إدارة التوتر: يُعد التوتر أحد أبرز أسباب صرير الأسنان، حاول تقليل مستويات التوتر عبر تمارين الاسترخاء مثل:والتأمل، أو اليوغا، أو الاستماع إلى الموسيقى، أو أخذ حمام دافئ، أو ممارسة الرياضة بانتظام.
- تعديل نمط الحياة: تجنب التدخين تمامًا، الإمتناع عن شرب الكحول، خاصة في المساء كما يجب تجنب المشروبات المنبهة التي تحتوي على الكافيين مثل: القهوة والشاي بعد العشاء.
- تحسين جودة النوم: احرص على النوم في بيئة مريحة وهادئة، وحاول علاج أي مشكلات نوم مزمنة، فالنوم الجيد يدعم صحة الفك ويقلل من الصرير.
- المتابعة مع طبيب الأسنان: من الضروري إجراء فحوصات دورية للأسنان، إذ يمكن لطبيب الأسنان اكتشاف العلامات المبكرة لصرير الأسنان والتدخل قبل تفاقم الضرر.
- مراقبة الأعراض: إذا كان لديك شريك في النوم، اطلب منه ملاحظة ما إذا كنت تصدر أصوات صرير أو نقر أثناء النوم، وشارك هذه المعلومات مع طبيبك.
للحفاظ على نظافة واقي الأسنان الليلي وضمان فعاليته، من المهم تنظيفه والاعتناء به بشكل صحيح بعد كل استخدام، إذ إنه يمكن أن يلتقط البكتيريا من الفم بسهولة، إليك أهم النصائح:
- نظِّف أسنانك جيدًا قبل ارتداء الواقي.
- اشطف الواقي بالماء البارد قبل وبعد كل استخدام.
- اغسله يدويًا بلطف باستخدام فرشاة ناعمة وماء وصابون، ثم اشطفه جيدًا واتركه ليجف في الهواء.
- لا تستخدم الماء الساخن أو تعرّضه لأشعة الشمس المباشرة، لأن الحرارة قد تُشوّه شكله.
- احتفظ به في علبة بلاستيكية متينة وجيدة التهوية، خاصةً عند التخزين أو السفر.
- احفظه بعيدًا عن متناول الحيوانات الأليفة.
الالتزام بهذه الخطوات يساعد في الحفاظ على نظافة الواقي وجودته، ويُطيل من عمر استخدامه.
