غالبًا ما يكون الاستيقاظ على وسادة مبللة من اللعاب أمرًا محرجًا، بل ومزعجًا للكثيرين، ولكنها ظاهرة شائعة جدًا وتستحق الفهم، وقد يظن البعض أن سيلان اللعاب أثناء النوم مجرد أمر عابر أو مرتبط بالتعب، ولكنه في بعض الأحيان يعكس مشكلات صحية خفية تحتاج إلى الانتباه. تابع قراءة هذه المقالة لتعرف أكثر عن أسباب سيلان اللعاب أثناء النوم وطرق علاجها.
سيلان اللعاب أثناء النوم عند الكبار
سيلان اللعاب هو خروج اللعاب من الفم بشكل لا إرادي، وقد يكون أمرًا عابرًا وطبيعيًا نتيجة الاسترخاء أثناء النوم، ولكن في بعض الحالات قد يُعَدّ علامة على وجود مشكلات صحية أو عصبية، مثل: اضطرابات الجهاز العصبي، أو الشلل الدماغي، أو مرض باركنسون.
سيلان اللعاب أثناء النوم عند الأطفال
يُعد سيلان اللعاب أمرًا شائعًا عند الأطفال، خصوصًا في أول عامين من حياتهم، لأن عضلات الفم لديهم لم تتطور بشكل كامل بعد، وتزداد هذه الحالة غالبًا أثناء فترة التسنين بسبب زيادة إنتاج اللعاب، التي تساعد في تخفيف ألم اللثة، يمكن أن يساعد مضغ المصاصات أو الأشياء المبردة في تهدئة اللثة وتقليل كمية اللعاب.
عادةً ما يكون هذا السلوك طبيعيًا ولا يدعو للقلق، ولكن إذا كان الإفراز شديدًا أو استمر لفترة طويلة، أو صاحبته أعراض أخرى، فمن الأفضل مراجعة الطبيب لتقييم الحالة واستبعاد أي مشكلات صحية أو عصبية محتملة.
أسباب سيلان اللعاب أثناء النوم
سيلان اللعاب أثناء النوم مشكلة شائعة، قد تكون بسيطة ومرتبطة بعادات النوم، أو علامة على حالة صحية تستدعي الانتباه، ومن أبرز أسباب سيلان اللعاب أثناء النوم ما يلي:
1- وضعية النوم
- تؤثر وضعية النوم كثيرًا في تجمع اللعاب داخل الفم، النوم على الجانب أو البطن مع فتح الفم يزيد من احتمالية تسرب اللعاب بفعل الجاذبية، بينما النوم على الظهر يساعد غالبًا في التقليل من ذلك.
2- انسداد الأنف أو مشاكل التنفس
- الحساسية، نزلات البرد، التهابات الجيوب الأنفية أو انحراف الحاجز الأنفي قد تُعيق التنفس من الأنف، فيلجأ الشخص للتنفس من الفم مما يؤدي إلى جفافه وزيادة إفراز اللعاب أثناء النوم.
3- العدوى والالتهابات
- التهاب الحلق، أو اللوزتين أو البلعوم قد يسبب صعوبة في البلع وبالتالي تراكم اللعاب.
- في بعض الحالات النادرة، مثل: التهاب لسان المزمار، يُعتبر سيلان اللعاب عرضًا خطيرًا يستدعي التدخل الطبي الفوري.
4- مشاكل الفم والأسنان
- تسوس الأسنان، وأمراض اللثة، والقرح الفموية أو التهابات الفم تُحفز إفراز اللعاب كآلية دفاعية طبيعية.
5- النوم العميق
- أثناء النوم العميق تسترخي عضلات الفم والوجه بشكل كامل، مما يصعّب بلع اللعاب ويؤدي إلى تراكمه وخروجه من الفم.
6- صرير الأسنان الليلي أو استخدام أجهزة الفم
- صرير الأسنان أو ارتداء واقيات الأسنان قد يرتبط بزيادة إفراز اللعاب أثناء النوم.
7- الحمل
- يُعد سيلان اللعاب عرضًا شائعًا في بداية الحمل، ويرتبط بتغيرات هرمونية وارتجاع المريء أو الغثيان أحيانًا.
8- النظام الغذائي
- الأطعمة الحامضة (مثل: الحمضيات) أو السكرية قد تحفز إفراز اللعاب بشكل زائد.
9- الأدوية
- بعض الأدوية مثل: مضادات الذهان (خصوصًا كلوزابين)، أو أدوية الزهايمر وبعض المضادات الحيوية قد تسبب فرط إفراز اللعاب.
10- ارتجاع المريء (GERD)
- ارتجاع أحماض المعدة إلى المريء يهيج الحلق ويصعّب البلع، مما يحفز الجسم على إنتاج المزيد من اللعاب.
11- اضطرابات النوم
- انقطاع النفس النومي يسبب الشخير والتنفس من الفم، وغالبًا يترافق مع سيلان اللعاب والشعور بالتعب نهارًا.
12- الاضطرابات العصبية
بعض الأمراض العصبية تؤثر على التحكم بالبلع والعضلات، مثل:
- السكتة الدماغية.
- الشلل الدماغي.
- مرض باركنسون.
- التصلب المتعدد (MS).
- التصلب الجانبي الضموري (ALS).
- مرض هنتنغتون.
- متلازمة داون والتوحد.
13- حالات وأسباب أخرى
- نقص فيتامين ب12.
- التسمم بالمبيدات أو لدغات بعض الحشرات.
- تورم الزوائد الأنفية.
- آثار جانبية لبعض الأمراض المزمنة.
علاج افراز اللعاب اثناء النوم
لا يحتاج سيلان اللعاب دائمًا إلى علاج، ولكن إذا كان مزعجًا أو شديدًا، فيمكن التعامل معه بعدة طرق، ويعتمد اختيار الطريقة المناسبة على شدة الحالة وسببها.
1- تعديل نمط النوم
- قد يساعد تغيير وضعية النوم، مثل: النوم على الظهر بدلًا من الجوانب أو البطن، على الحد من تجمع اللعاب وخروجه من الفم.
- في حال واجهت صعوبة في هذه الوضعية بسبب انسداد الأنف أو الارتجاع الحمضي، فقد يكون ذلك مؤشرًا لمشكلة تحتاج إلى تقييم طبي.
2- العلاجات المنزلية
- من المهم الحفاظ على توازن صحي للعاب، لأنه يلعب دورًا وقائيًا للفم والجسم، بعض الطرق البسيطة قد تساعد على تقليل السيلان، مثل: قضم شريحة ليمون لتخفيف لزوجة اللعاب، أو شرب كمية كافية من الماء للحفاظ على ترطيب الجسم وتقليل إفراز اللعاب الزائد.
3- الأجهزة الفموية
- يمكن أن تُستخدم أجهزة خاصة مثل: واقيات الفم أو أجهزة الفك السفلي، والتي تُساعد على إبقاء الفم في وضعية مريحة أثناء النوم، مما يقلل من سيلان اللعاب والشخير.
4- علاج انقطاع النفس النومي
- إذا كان سيلان اللعاب مرتبطًا بانقطاع النفس النومي، فقد يوصي الطبيب باستخدام جهاز ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر (CPAP).
- هذا الجهاز يُحسّن التنفس أثناء النوم ويمنع انسداد مجرى الهواء.
5- العلاج الدوائي
- قد يصف الطبيب أدوية معينة، مثل: سكوبولامين أو غليكوبيرولات أو كبريتات الأتروبين، لتقليل إفراز اللعاب.
6- حقن البوتوكس
- تُعد حقن توكسين البوتولينوم (البوتوكس) في الغدد اللعابية خيارًا فعالًا لتقليل إنتاج اللعاب، ولكن مفعولها مؤقت ويحتاج إلى التكرار عند الحاجة.
7- العلاج الطبيعي
- يمكن أن تساعد بعض التمارين والعلاجات الحركية في تقوية عضلات الفم والبلع، مما يحد من سيلان اللعاب.
8- الجراحة
- عندما لا تنجح الطرق التحفظية، قد يُوصى بإجراءات جراحية مثل: تحويل مجرى القنوات اللعابية أو إزالة بعض الغدد.
- هذا الخيار يُستخدم فقط في الحالات الشديدة، خاصة عند وجود مشاكل عصبية مصاحبة.
9- العلاج الإشعاعي
- كحل أخير ونادر الاستخدام، قد يُوصى بالعلاج الإشعاعي لتقليل نشاط الغدد اللعابية في الحالات المستعصية.
نصائح لتقليل سيلان اللعاب أثناء النوم
يمكن التقليل من سيلان اللعاب عبر بعض التغييرات البسيطة في نمط الحياة والعادات اليومية، إذ يُنصح الأشخاص الذين يعانون من سيلان لعاب مزمن بتقليل تناول الأطعمة الحمضية أو السكرية لأنها قد تزيد من إفراز اللعاب، ومن النصائح المفيدة أيضًا ما بلي:
- تغيير وضعية النوم: حاول النوم على ظهرك لتقليل خروج اللعاب من الفم.
- الحفاظ على الترطيب: شرب كميات كافية من الماء يساعد على تخفيف الاحتقان وتحسين التنفس.
- رفع الرأس أثناء النوم: استخدام وسادة إضافية قد يخفف من صعوبة التنفس ويقلل من ارتجاع المريء ليلًا.
- استخدام شرائط الأنف: تساعد على توسيع الممرات الأنفية لمن يواجه صعوبة في التنفس عبر الأنف.
- ترطيب الهواء ليلًا: أجهزة الترطيب تساهم في تقليل جفاف واحتقان الممرات الهوائية، مما يجعل التنفس أكثر سهولة.



