خراج اللثة ليس مجرد مشكلة فموية عابرة، بل إشارة إنذار لا ينبغي تجاهلها، فهو عدوى بكتيرية تتشكل على هيئة جيب مليء بالقيح داخل اللثة، مسببة ألمًا حادًا وصعوبة في المضغ، وقد تؤثر حتى على القدرة على التحدث أو النوم براحة، والأخطر من ذلك، أن تركه دون علاج قد يؤدي إلى انتشار العدوى إلى الأسنان والعظام، وربما إلى أجزاء أخرى من الجسم، مهددًا الصحة العامة. تابع قراءة هذه المقالة لتعرف إجابة سؤال هل خراج اللثة خطير أم لا؟، وأيضًا لتتعرف على أعراض خراج اللثة وأسبابه ومضاعفاته وطرق العلاج والوقاية.
شكل خراج اللثة
خراج اللثة، المعروف أيضًا بخراج دواعم السن أو الخراج الجانبي، هو جيب ممتلئ بالقيح ناتج عن عدوى تصيب اللثة، يظهر عادةً على شكل تورم أو بثرة تشبه الكدمة في اللثة، ويكون لونها أغمق من الأنسجة المحيطة، قد يكون الانتفاخ بسيطًا أو شديدًا، وغالبًا ما يسبب ألمًا وانزعاجًا للمصاب، ويُعدّ خراج اللثة حالة تحتاج إلى متابعة طبية لتفادي المضاعفات المحتملة.
الفرق بين خراج اللثة السفلية والعلوية
يتكون خراج اللثة في الأنسجة المحيطة بالسن، بينما يختلف عن الخراج حول الذروة الذي ينشأ في لب السن (الطبقة الداخلية للسن)، وقد يظهر الخراج في اللثة العلوية أو السفلية، والفرق بينهما يرتبط بالمكان والتأثيرات المحتملة:
- خراج اللثة العلوية: قد يمتد التورم أحيانًا إلى الوجه أو أسفل العين بسبب قربه من الجيوب الأنفية.
- خراج اللثة السفلية: قد ينتشر التورم نحو الفك أو الرقبة، مما يسبب صعوبة أكبر في البلع أو فتح الفم.
كلا النوعين يتطلبان عناية فورية، ولكن موقع الخراج قد يؤثر على الأعراض والمضاعفات المحتملة.
أعراض خراج اللثة
تختلف شدة الأعراض من شخص لآخر، فبينما يعاني البعض من ألم شديد وحساسية، قد تكون الأعراض أخف عند آخرين، ومن أبرز علامات خراج اللثة ما يلي:
- ألم مستمر أو حاد في المنطقة المصابة.
- حساسية الأسنان أو اللثة تجاه الأطعمة والمشروبات الساخنة أو الباردة.
- ألم أثناء المضغ أو العض.
- طعم كريه في الفم نتيجة الإفرازات القيحية.
- رائحة فم كريهة.
- وجود إفرازات قيحية (صديد) أو نزيف في اللثة.
- تخلخل الأسنان أو انحسار اللثة حولها.
- تضخم الغدد الليمفاوية في الرقبة أو الفك.
- الحمى في بعض الحالات.
اسباب ظهور الخراج في اللثة
يظهر خراج اللثة نتيجة عدوى بكتيرية تصيب الفراغ بين الأسنان واللثة، ويُعد التهاب دواعم السن (أمراض اللثة) السبب الأكثر شيوعًا، إذ يؤدي تراكم طبقة البلاك -وهي غشاء لزج من البكتيريا- إلى التهاب الأنسجة المحيطة بالأسنان، مما يتيح للبكتيريا التغلغل وتشكيل خراج.
كما قد يتطور الخراج عند وجود جيوب لثوية عميقة نتيجة أمراض اللثة، حيث تترسب بقايا الطعام والبكتيريا في هذه الفراغات، مما يوفر بيئة مناسبة لانتشار العدوى.
بالإضافة إلى ذلك، هناك عوامل أخرى تزيد من خطر ظهور خراج اللثة، منها:
- صعوبة الحفاظ على نظافة الفم.
- صرير الأسنان المزمن.
- إصابات أو صدمات في الأسنان.
- ترميمات سنية تالفة مثل: الحشوات أو التيجان أو الجسور.
- التدخين (يُعد من أهم عوامل الخطر لأمراض اللثة).
- التغيرات الهرمونية، خاصة لدى النساء.
- بعض الأمراض المزمنة مثل: السكري أو فيروس نقص المناعة البشرية (HIV).
- استخدام بعض الأدوية أو وجود عوامل وراثية.
- ضعف جهاز المناعة نتيجة التعب، أو التوتر، أو الإصابة بحالات صحية مزمنة.
مضاعفات خراج اللثة
إهمال علاج خراج اللثة قد يؤدي إلى انتشار العدوى أعمق داخل اللثة والأنسجة المحيطة، مما قد يسبب:
- تدمير الأربطة والأنسجة الرخوة حول الأسنان.
- فقدان عظام الفك والأسنان.
- زيادة شدة الألم والتورم.
- انتقال العدوى إلى أجزاء أخرى من الوجه أو الجسم.
اضرار خراج اللثة
لا تقتصر أضرار خراج اللثة على الفم فقط، فقد تنتشر البكتيريا عبر مجرى الدم وتسبب مضاعفات خطيرة، مثل:
- تسمم الدم (تعفن الدم) الذي قد يظهر بأعراض مثل: ارتفاع الحرارة، صعوبة التنفس، ألم البطن، تسارع ضربات القلب.
- التهاب القلب.
- الالتهاب الرئوي.
- خراج الدماغ.
استشارة طبيب الأسنان فور ظهور الخراج أمر ضروري لتجنب هذه المضاعفات الخطيرة.
علاج خراج اللثة
خراج اللثة حالة طارئة لا تُشفى من تلقاء نفسها، وتتطلب تدخلًا فوريًا من طبيب الأسنان، يهدف العلاج إلى: تصريف الخراج، وإزالة العدوى، والوقاية من المضاعفات، وتشمل طرق العلاج ما يلي:
- تصريف الخراج: يقوم الطبيب بعمل شق صغير في اللثة لتفريغ القيح، وغالبًا مع استخدام مخدر موضعي لتخفيف الألم.
- تنظيف الأسنان واللثة (التقليح وتخطيط الجذور): يزيل هذا الإجراء البلاك والجير من فوق وتحت خط اللثة للمساعدة في شفاء المنطقة ومنع عودة العدوى.
- علاج أمراض اللثة أو الجراحة: في بعض الحالات قد تُجرى جراحة اللثة أو إجراءات لتجديد العظام أو الأنسجة المفقودة.
- علاج قناة الجذر: إذا وصل الخراج إلى لب السن وأصاب الأوعية الدموية أو الأعصاب، قد يُلجأ لعلاج العصب للحفاظ على السن.
- خلع السن: في الحالات الشديدة التي يتضرر فيها العظم أو يصعب إنقاذ السن، قد يوصي الطبيب بخلعه ومناقشة بدائل التعويض.
- المضادات الحيوية: تُستخدم عند الحاجة لتقليل الالتهاب ومنع انتشار العدوى، خاصة إذا لم يُصرف الخراج بالكامل.
- مسكنات الألم: قد يصف الطبيب أدوية لتخفيف الألم حتى اكتمال العلاج.
لا يمكن علاج خراج اللثة منزليًا، ولكن يمكن مؤقتًا تخفيف الأعراض عبر شطف الفم بالماء الدافئ والملح أو تناول مسكنات تُصرف بدون وصفة مثل: الإيبوبروفين، إلى حين مراجعة طبيب الأسنان.
علاج الخراج في اللثة للاطفال
إذا ظهرت علامات خراج في لثة طفلك، من الضروري عرضه على طبيب الأسنان فورًا، إذ إن الخراج لا يختفي من تلقاء نفسه وقد يؤدي إهماله إلى إلحاق الضرر بالأسنان والعظام المحيطة، بل وقد تنتشر العدوى إلى مناطق أوسع مسببة مشكلات صحية خطيرة.
يرتكز علاج الخراج في اللثة للاطفال على إزالة سبب العدوى وتصريف القيح المتجمع، فإذا كان هناك جسم غريب عالق بين الأسنان واللثة، يقوم الطبيب بإزالته بلطف، ثم يُصرّف القيح إما عبر جيب اللثة أو من خلال شق صغير في أنسجتها، ويتم ذلك عادةً تحت تأثير التخدير الموضعي لضمان راحة الطفل أثناء الإجراء.
بعد العلاج، يشعر الطفل بتحسن ملحوظ، وقد يصف الطبيب مسكنات للألم أو مضادات حيوية إذا كانت العدوى قوية أو انتشرت بشكل واسع.
نصائح للوقاية من خراج اللثة
تُعد المحافظة على نظافة الفم والعناية بالأسنان أفضل وسيلة لتقليل خطر الإصابة بخراج اللثة، ويشمل ذلك:
- تنظيف الأسنان بالفرشاة مرتين إلى ثلاث مرات يوميًا، ويفضل بعد الوجبات، باستخدام فرشاة ناعمة ومعجون أسنان يحتوي على الفلورايد.
- استخدام خيط الأسنان مرة واحدة يوميًا على الأقل لإزالة بقايا الطعام والبلاك من بين الأسنان وتحت خط اللثة.
- زيارة طبيب الأسنان بشكل دوري كل 6 أشهر لإجراء الفحص والتنظيف، مما يساعد على مراقبة صحة الفم والكشف المبكر عن أي مشاكل.
- التحدث مع الطبيب في حال وجود مشكلات خاصة مثل: جفاف الفم أو طحن الأسنان، إذ قد يوصي باستخدام وسائل مساعدة مثل: مرطبات الفم أو واقي الأسنان الليلي.
المصادر:
