كم تستغرق زراعة الأسنان؟ الإجابة من خبراء طب الأسنان

كم تستغرق زراعة الأسنان؟ سؤال يتردد كثيرًا لدى كل من يفكر في استعادة ابتسامته بثبات وأمان، فزراعة الأسنان لم تعد مجرد إجراء تجميلي، بل حل طويل الأمد يعيد للأسنان شكلها ووظيفتها الطبيعية، ولكن مدة العلاج لا تكون واحدة للجميع؛ إذ تختلف من شخص لآخر حسب حالة العظام، نوع الزراعة، وخطة العلاج التي يحددها الطبيب، لهذا في هذه المقالة يجيبك خبراء طب الأسنان عن مدة زراعة الأسنان خطوة بخطوة، والعوامل التي تتحكم في الوقت، وستعرف أيضًا الفرق بين الزراعة الفورية والتقليدية، ومتى يمكنك الأكل والعودة لعملك بثقة واطمئنان.

ما هي زراعة الأسنان؟ 

تعتبر زراعة الأسنان إجراء جراحيًا يستبدل الأسنان المفقودة بجذور صناعية مصنوعة عادة من التيتانيوم، يتم زراعتها في عظم الفك لدعم تاج أسنان اصطناعي يشبه الطبيعي تمامًا في الشكل والوظيفة، وتُعتبر أكثر استقرارًا من الجسور أو الأطقم السنية، وتحافظ على صحة العظم المجاور.

مراحل زراعة الأسنان خطوة بخطوة

  • يُجرى شق صغير في اللثة للوصول إلى عظم الفك أسفلها.
  • يبدأ طبيب الأسنان بتخدير اللثة باستخدام نوع التخدير المناسب.
  • يستخدم الطبيب أدوات خاصة لحفر ثقب دقيق في عظم الفك، ثم يضع الغرسة السنية في موضعها بدقة.
  • بعد ذلك تُغلق اللثة بالغرز لتستعيد وضعها الطبيعي.

مرحلة الشفاء (التكامل العظمي)

  • بعد تثبيت الغرسة تبدأ مرحلة التكامل العظمي، وهي الفترة التي يلتئم فيها عظم الفك حول الغرسة ويرتبط بها بشكل ثابت، وتُعد هذه المرحلة أساسية لنجاح الزراعة.
  • قد يستغرق التكامل العظمي مدة تتراوح بين 3 و9 أشهر، وقد تطول أكثر تبعًا لسرعة التئام الجسم لدى كل شخص.

مرحلة وضع الدعامة والترميم النهائي

  • عند انتهاء مرحلة الشفاء، يقوم طبيب الأسنان بتثبيت الدعامة ثم تركيب التاج (الترميم النهائي).
  • قد تستغرق هذه الخطوة  نحو ساعة، وتحتاج في بعض الحالات إلى إجراء بسيط إضافي قبل وضع الدعامة.

كم تستغرق زراعة الأسنان

تختلف مدة زراعة الأسنان من شخص لآخر حسب حالة العظام وصحة اللثة ونوع الإجراء المستخدم، تستغرق العملية كاملة عادةً من 3 إلى 6 أشهر في الحالات البسيطة التي لا تحتاج إلى تطعيم عظم، بينما قد تمتد إلى 6–9 أشهر أو أكثر في حال كان هناك نقص في عظم الفك ويتطلب الأمر بناءً عظميًا قبل الزراعة.

تتضمن المدة الكاملة عدة مراحل:

  • الفحص والتخطيط.
  • وضع الزرعة في الفك (يستغرق نحو ساعة لكل زرعة).
  • مرحلة الالتحام العظمي، وهي الأطول، وتستغرق من 3 إلى 6 أشهر.
  • ثم تركيب الدعامة والتاج النهائي خلال بضعة أسابيع.

بشكل عام، يعود معظم المرضى لممارسة حياتهم الطبيعية سريعًا، ولكن اكتمال الزراعة يحتاج وقتًا لضمان اندماج الغرسة بالعظم بشكل قوي وآمن.

الفرق بين الزراعة الفورية والزراعة التقليدية من حيث الوقت

الزراعة التقليدية 

  • يتم أولًا وضع الغرسة داخل عظم الفك، ثم تُترك فترة للاندماج العظمي تتراوح غالبًا بين 3 إلى 6 أشهر قبل تركيب التاج النهائي، وقد تزيد إذا كان هناك تطعيم عظمي أو مشاكل في العظم.
  • يحتاج المريض لعدة زيارات متباعدة (الزراعة – تركيب الدعامة – تركيب التاج)، لذلك يستغرق العلاج الكامل عادة من 4 إلى 9 أشهر تقريبًا من بداية الزراعة حتى الحصول على التاج الدائم.
الزراعة التقليدية 
الزراعة التقليدية 

الزراعة الفورية 

  • تُجرى بعد خلع السن مباشرة في نفس الجلسة، إذ توضع الغرسة في تجويف الخلع، وغالبًا يُركب تاج مؤقت في نفس اليوم أو خلال 24–72 ساعة، مما يقلل عدد الجلسات ويعطي نتيجة تجميلية سريعة.
  • رغم سرعة التركيب، يبقى العظم بحاجة إلى أشهر للاندماج الكامل مثل التقليدية تقريبًا، ولكن الفرق أن المريض يقضي هذه الفترة وهو يضع سنًا (مؤقتًا غالبًا) بدلًا من الانتظار بدون سن كما في كثير من حالات الزراعة التقليدية.
الزراعة الفورية
الزراعة الفورية

كم جلسة يحتاج المريض لإتمام زراعة الأسنان؟

يحتاج المريض عادةً من 2 إلى 5 جلسات رئيسية لإتمام زراعة الأسنان التقليدية، مع فترات انتظار بينها للشفاء، بينما قد تقل إلى جلسة واحدة أو اثنتين في الزراعة الفورية:

  • الجلسة الأولى: التقييم والفحوصات (أشعة، تحاليل).
  • الجلسة الثانية: جراحة وضع الغرسة في الفك.
  • جلسات متابعة: 1-2 للتحقق من الاندماج (كل 1-3 أشهر).
  • الجلسة الأخيرة: تركيب الدعامة والتاج النهائي.

هل تختلف مدة زراعة الأسنان بين الفك العلوي والسفلي؟

نعم، تختلف مدة زراعة الأسنان بين الفك العلوي والسفلي بسبب اختلاف كثافة العظم في كل منهما، فعادةً ما يلتئم العظم في الفك السفلي أسرع لأنه أكثر صلابة، وقد تحتاج الزرعة فيه إلى حوالي 3–4 أشهر للاندماج، أما الفك العلوي فالعظم فيه أقل كثافة مما يجعل الالتحام أبطأ ويستغرق عادة 4–6 أشهر أو أكثر بحسب الحالة الصحية للمريض وقوة العظام.

العوامل التي تتحكم في مدة علاج زراعة الأسنان

  • كمية وكثافة عظم الفك: نقصها يتطلب تطعيمًا إضافيًا (3-6 أشهر زيادة).
  • عدد الزرعات: المتعددة تحتاج وقتًا وجلسات أكثر.
  • الصحة العامة: التدخين أو السكري يبطئ الشفاء.
  • نوع الزراعة: الفورية أسرع (أسابيع)، التقليدية 4-9 أشهر.

المضاعفات التي قد تُطيل مدة زراعة الأسنان

هناك بعض المضاعفات التي قد يسبب حدوثها زيادة مدة زراعة الأسنان بشكل كبير، خاصة إذا أدت إلى فشل الاندماج العظمي أو الحاجة لإجراءات إضافية، ومنها:

  • العدوى و الالتهابات: العدوى البكتيرية حول الزرعة أو التهاب peri-implantitis يسبب تآكل العظم، مما يتطلب علاجًا إضافيًا وانتظار 3-6 أشهر جديدة قبل إعادة الزراعة.
  • فشل الاندماج العظمي: عدم التحام الزرعة بالعظم (بسبب التدخين أو السكري) يؤدي إلى إزالتها وإعادة الإجراء بعد 2-4 أشهر، مما يطيل العلاج إلى 9-12 شهرًا.
  • تطعيم عظمي أو إصابات أخرى: نقص العظم أو اختراق الجيوب الأنفية يحتاج تطعيمًا إضافيًا (3-6 أشهر)، بينما تلف الأعصاب أو النزيف يطيل الشفاء بأسابيع.

متى أستطيع الأكل على الزرعة بعد العملية؟

يمكنك البدء بتناول السوائل والأطعمة اللينة بعد انتهاء تأثير التخدير، ويفضل الالتزام بالأطعمة الطرية لمدة أسبوع تقريبًا مع تجنب المضغ على جهة الزرعة، أما الأكل الطبيعي فيعود تدريجيًا خلال أسبوعين، بينما تحتاج الأطعمة القاسية لعدة أشهر حتى يكتمل اندماج الزرعة مع العظم.

متى أعود لعملي بعد زراعة الأسنان؟

تستطيع العودة لعملك إذا كان مكتبيًا خلال يوم إلى يومين بعد العملية، أما إذا كان عملك يتطلب مجهودًا بدنيًا، فمن الأفضل الراحة 3–5 أيام أو حتى يخف التورم والألم، بناءً على حالتك ومدى تعقيد العملية.

نصائح الأطباء لتقليل مدة العلاج وتجنب التأخير

أفضل ما يسرّع الشفاء بعد زراعة الأسنان ويمنع التأخير هو الالتزام الصارم بتعليمات الطبيب في النظافة، والنظام الغذائي، والأدوية، مع تجنب أي ضغط على الزرعة والعادات الضارة مثل التدخين، ومن بين هذه النصائح:

تعليمات أول 48–72 ساعة

  • الراحة ورفع الرأس عند النوم، مع استخدام كمادات باردة وتقليل المجهود البدني يساعد في الحد من التورم وتسريع التئام الأنسجة.
  • تجنب المضمضة العنيفة، البصق القوي، استعمال الشفاط، أو لمس الجرح باللسان أو الأصابع حتى لا تخرب الخثرة الدموية ويتأخر الشفاء.

التغذية والأدوية بعد الزراعة

  • الاعتماد على أطعمة لينة، باردة أو فاترة (حساء ناعم، زبادي، بطاطس مهروسة)، والامتناع عن الأطعمة القاسية أو اللاصقة يقلل الضغط على الزرعة ويقلل خطر فشل الالتحام العظمي.
  • الالتزام بمسكنات الألم والمضادات الحيوية التي يصفها الطبيب في مواعيدها، مع تجنب الكحول لأنه يبطئ التئام الجروح وقد يتداخل مع الأدوية.

العناية الفموية لتقليل المضاعفات

  • تفريش الأسنان بفرشاة ناعمة مرتين يوميًا مع تنظيف لطيف حول منطقة الزرعة، واستخدام غسول للفم مضاد للبكتيريا حسب توجيه الطبيب يقلل من خطر التهاب اللثة حول الزرعة.
  • الاستمرار في الزيارة الدورية والتنظيف الاحترافي لدى طبيب الأسنان، يساعد على اكتشاف أي مشكلة مبكرًا قبل أن تؤدي إلى تأخير أو فشل في الزرعة.

تجنب ما يؤخر الشفاء أو يفشل الزراعة

  • الإقلاع عن التدخين قدر الإمكان: فالتدخين يقلل تدفق الدم للثة والعظم، ويزيد معدل فشل الالتحام العظمي وتأخر الشفاء بشكل واضح.
  • تجنب الضغط الزائد على الزرعة: عدم المضغ عليها في الأشهر الأولى، عدم فتح الأشياء بالأسنان، واستخدام واقٍ ليلي عند وجود صرير أسنان، وواقي للفم في الرياضات العنيفة. 

في النهاية، يمكن القول إن مدة زراعة الأسنان ليست رقمًا ثابتًا، بل تختلف من شخص لآخر حسب حالة عظم الفك، وصحة اللثة، ونوع الزراعة المستخدمة، ورغم أن بعض الحالات قد تتطلب عدة أشهر لاكتمال العلاج، إلا أن النتيجة النهائية تكون سنًا ثابتًا وطبيعيًا يدوم لسنوات طويلة عند الالتزام بتعليمات الطبيب، لذلك، يُعد التشخيص الدقيق والمتابعة المنتظمة العامل الأهم لضمان نجاح الزراعة وتقليل مدة العلاج، واستعادة الابتسامة بثقة وأمان.

المصادر:

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عروض نهاية السنة

لا تفوّت عروض نهاية السنة من في دانتي