هل تلاحظ مؤخرًا زيادة وفرط في كمية اللعاب داخل فمك؟
قد يثير كثرة اللعاب في الفم الكثير من التساؤلات حول أسبابه وطرق التعامل معه، إذ أن كثرة اللعاب ليست مجرد إزعاج بسيط، بل قد تكون مؤشرًا على عوامل مختلفة، إذ أنها قد تكون أمرًا عابرًا مؤقتًا، وقد تشير إلى حالات طبية تستدعي الاهتمام، تابع قراءة هذه المقالة لتعرف أكثر عن أسباب كثرة اللعاب في الفم وكيفية علاجها.
ما هو فرط اللعاب؟
فرط اللعاب ويُعرف أيضًا باسم سيلان اللعاب، يحدث فرط إفراز اللعاب عندما تُنتج الغدد اللعابية كميات زائدة من اللعاب، وعندما يتراكم هذا اللعاب بكثرة، فقد يؤدي ذلك إلى سيلانه خارج الفم دون قصد.
اللعاب له دور مهم لصحة الجسم كالتالي:
- يساعد في عملية هضم الطعام.
- يحمي الفم من الجفاف.
- يساعد على التخلص من الجراثيم والبكتيريا.
رغم دور اللعاب المهم في صحة الجسم، إلا أن سيلان اللعاب بكثرة لدى الأطفال الأكبر سنًا والبالغين، يمكن أن يكون مؤشّرًا على وجود مشكلة صحية كامنة.
تعرف على أعراض كثرة اللعاب في الفم
يُعتبر سيلان اللعاب المفرط من الأعراض الرئيسية لفرط إفراز اللعاب، ومن الأعراض الأخرى المرتبطة بهذه الحالة:
- سيلان اللعاب المستمر.
- البصق المتكرر.
- البلع المفرط أو المتكرر.
- رائحة الفم الكريهة.
- تشقق الشفاه.
- تشقق أو تآكل الجلد المحيط بالفم.
- التهاب الجلد حول الفم.
- جفاف الفم أو الجلد.
- اضطرابات في النطق.
- ضعف في حاسة التذوق.
- احتمال حدوث اختناق في حال دخول اللعاب إلى الرئتين.
كيف يتم تشخيص فرط اللعاب؟
يهدف تشخيص فرط إفراز اللعاب إلى تحديد السبب الأساسي له، وذلك لاختيار أنسب علاج لكل حالة، ويُعدّ هذا التشخيص ضروريًا لأن بعض الأسباب قد تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة.
للوصول إلى التشخيص الدقيق، قد يُجري الطبيب فحصًا يشمل:
- الفم، والأسنان، والجلد المحيط.
- حركة اللسان، والقدرة على البلع، وثبات الفك.
- اللوزتين والممرات الأنفية.
- مستوى الوعي والحالة النفسية.
- حالة الترطيب، والإحساس بالجوع، ووضعية الرأس.
كما قد يُقيّم الطبيب عوامل إضافية مثل:
- الأمراض المزمنة والأدوية المستخدمة.
- توقيت ووتيرة إفراز اللعاب الزائد.
- كمية اللعاب الخارج عن الطبيعي.
- ما إذا كانت المشكلة مستمرة أو تظهر بشكل متقطع.
- تأثير الحالة على الأنشطة اليومية.
وفي بعض الحالات، قد يوصي الطبيب بإجراء فحوصات إضافية، مثل: التصوير بالأشعة، لمراقبة عملية البلع.
تعرف على أسباب كثرة اللعاب في الفم
قد يكون فرط اللعاب مؤقتًا أو مزمنًا، ويحدث إما نتيجة زيادة إنتاج اللعاب أو بسبب صعوبة التخلص منه نتيجة ضعف البلع أو إبقاء الفم مفتوحًا باستمرار.
على سبيل المثال: في حالة الإصابة بعدوى، قد يزداد إفراز اللعاب كوسيلة لمكافحة البكتيريا، وغالبًا ما يتراجع هذا العرض بعد علاج العدوى، أما استمرار سيلان اللعاب، فقد يكون ناتجًا عن اضطراب صحي يؤثر في التحكم العضلي، وقد يظهر إما كعلامة مبكرة أو كعرض لاحق لتلك الحالة.
أسباب كثرة اللعاب المؤقتة
- تسوس الأسنان أو التهابات الفم.
- مرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD).
- الحمل، خاصةً عندما ترافقه أعراض مثل: الغثيان والقيء (وتختفي الأعراض غالبًا بعد الولادة).
- تناول بعض الأدوية مثل: المهدئات ومضادات الاختلاج.
- التعرض لبعض السموم مثل: الزئبق.
- لدغات بعض الحشرات أو الكائنات السامة مثل: الثعابين والعقارب أو بعض أنواع الفطر السام.
تتحسن أعراض كثرة اللعاب في الحالات السابقة عادة بعد علاج السبب الكامن.
أسباب كثرة اللعاب المزمنة
أسباب كثرة اللعاب المزمنة تكون غالبًا نتيجة أمراض تسبب زيادة إفراز اللعاب في الفم، قد تؤثر هذه الأمراض على الدماغ أو التحكم في العضلات، مثل:
- شلل بيل.
- داء الكلب.
- الشلل الدماغي.
- إصابة أو تشوهات الدماغ.
- السكتة الدماغية.
- مرض باركنسون.
- التصلب الجانبي الضموري (ALS)، والمعروف أيضًا بمرض لو جيريج.
- مرض هنتنغتون.
- مرض العصبون الحركي.
- رنح المخيخ الشوكي.
- التصلب المتعدد.
في الحالات المزمنة السابقة، قد يؤدي تراكم اللعاب إلى صعوبات في النطق أو البلع، وهذا يتطلب إدارة دقيقة للأعراض لتفادي المضاعفات.
أسباب أخرى لكثرة اللعاب
قد تساهم بعض العوامل الأخرى في حدوث فرط إفراز اللعاب مثل:
- سوء الإطباق أو محاذاة الأسنان.
- تضخم اللسان أو ضعف حركته.
- ضعف التحكم في الرأس أو الشفاه.
- ضعف الإحساس الفموي.
- انسداد الأنف.
أدوية تسبب كثرة اللعاب
تشمل الأدوية التي قد تسبب زيادة في إفراز اللعاب، ما يلي:
- بعض أدوية الصرع مثل: كلونازيبام (كلونوبين).
- دواء الفصام كلوزابين (كلوزاريل، فازاكلو ODT).
- بيلوكاربين (سالاجين)، ويُستخدم لعلاج جفاف الفم الناتج عن العلاج الإشعاعي.
ما هي أسباب سيلان اللعاب أثناء النوم؟
في بعض الأحيان، قد تكون وضعية النوم هي السبب وراء سيلان اللعاب:
- عند النوم على الظهر، تساعد الجاذبية على بقاء اللعاب داخل الفم.
- النوم على الجانب أو البطن، يزيد من احتمالية تسرب اللعاب إلى الخارج.
إذا كنت معتادًا على النوم على جانبك أو بطنك ولاحظت مؤخرًا سيلانًا في اللعاب، فقد يكون السبب حالة طبية مثل: الحساسية، أو العدوى، أو الارتجاع المعدي المريئي.
علاج كثرة اللعاب في الفم
يعتمد علاج كثرة اللعاب في الفم على السبب الرئيسي للحالة، إذ أنه قد تنجح العلاجات المنزلية في السيطرة على الحالات المؤقتة، بينما قد يحتاج فرط إفراز اللعاب المزمن تدخلًا طبيًا متخصصًا.
علاجات منزلية لكثرة اللعاب
نبتلع جميعًا ما لا يقل عن نصف لتر من اللعاب يوميًا أثناء الراحة دون أن ننتبه، ولكن بعض الأشخاص يواجهون صعوبة في بلع اللعاب، مما يؤدي إلى تراكمه في الفم والحلق، وبالتالي قد يحدث سيلان للعاب، إليك بعض النصائح المنزلية التي قد تساعدك على تقليل ذلك:
- اشرب رشفات صغيرة من السوائل باستمرار خلال اليوم.
- قد يكون من أسباب كثرة اللعاب وضعية الجسم، إذا كنت في وضعية الراحة، حافظ على رأسك مرفوعًا ومتجهًا للأمام، ويمكنك استخدام الوسائد لدعم الرأس إذا لزم الأمر.
- احرص على تنظيف الأسنان واللسان يوميًا، فهذا يساعد في تنظيم إفراز اللعاب.
- تجنب فرك الفم، بدلاً من ذلك، امسح زاوية الفم بلطف، ويمكنك أيضًا الاحتفاظ بمنديل صغير بالقرب منك.
- يمكنك استخدام تطبيق على هاتفك للتذكير بالبلع، أو يمكنك ضبط منبه على هاتفك لتذكيرك بشرب السوائل وبلع اللعاب.
- جرّب أيضًا بعض المشروبات الطبيعية مثل: عصير البابايا، أو عصير العنب الداكن، أو شاي المريمية.
إذا لم تكن هذه الوسائل مفيدة لك في التحكم باللعاب، يُنصح باستشارة الطبيب للحصول على خيارات علاجية إضافية.
أدوية لعلاج كثرة اللعاب
قد يصف الطبيب بعض الأدوية التي قد تساعد في تقليل إفراز اللعاب، مثل:
- دواء غليكوبيرولات (كوفبوسا)، والذي يعمل على تثبيط الإشارات العصبية المتجهة إلى الغدد اللعابية، مما يقلل من إنتاج اللعاب، ولكنه قد يتسبب في آثار جانبية مثل:
- جفاف الفم.
- إمساك.
- صعوبة في التبول.
- تشوش الرؤية.
- فرط النشاط أو التهيج.
- دواء سكوبولامين (هيوسين)، ويُستخدم كلاصقة توضع خلف الأذن، ويعمل بنفس آلية الدواء السابق، ومن آثاره الجانبية:
- دوخة.
- تسارع ضربات القلب.
- صعوبة التبول.
- رؤية ضبابية.
- نعاس.
- الحقن:
- في حال استمرار الأعراض، قد يُوصي الطبيب بحقن توكسين البوتولينوم (البوتوكس) مباشرة في الغدد اللعابية الرئيسية، هذا الإجراء يُعطل عمل الأعصاب والعضلات المسؤولة عن إفراز اللعاب بشكل مؤقت.
- تدوم فعالية البوتوكس عادة حوالي شهرين، وقد يحتاج المريض لتكرار الحقن.
علاج كثرة اللعاب بالجراحة
في الحالات الشديدة، قد يلجأ الطبيب إلى جراحة لإزالة أو نقل الغدد اللعابية، والهدف من النقل هو توجيه إفراز اللعاب نحو مؤخرة الفم لتسهيل بلعه.
العلاج الإشعاعي لكثرة اللعاب
إذا لم تكن الجراحة خيارًا مناسبًا، يمكن اللجوء إلى العلاج الإشعاعي للغدد اللعابية لتقليل نشاطها، ما يؤدي إلى جفاف الفم وتخفيف الإفراز الزائد.