إذا خلعت أحد ضروسك من الطبيعي أن تشعر ببعض الألم وقد يحدث لديك تورم خفيف مؤقت، ولكنك قد تتفاجأ بظهور تقرحات مزعجة في فمك، والتي قد تسبب لك الألم أثناء الأكل والكلام وحتى أثناء تنظيف الأسنان، وتتساءل ما هو سبب ظهور هذه التقرحات بعد خلع الضرس؟ تابع قراءة هذه المقالة لتعرف إجابة سؤالك، وأيضا لتتعرف على أفضل طرق علاج تقرحات الفم بعد خلع الضرس.
اعراض تقرحات الفم بعد خلع الضرس
- قد تظهر بعض التقرحات في الفم بعد خلع الضرس، وتكون على شكل قرح صغيرة مستديرة أو بيضاوية، وتكون عادة ذات لون أبيض أو أصفر في المنتصف، ومحاطة بحافة حمراء ملتهبة.
- تسبب هذه القرح ألمًا مزعجًا خاصة أثناء الأكل أو الشرب أو التحدث، وغالبًا ما يسبق ظهورها إحساس بالحرقة أو الوخز في المنطقة المصابة.
- قد يصاحبها تورم في الأنسجة الرخوة المحيطة بمكان الخلع، مما يزيد من صعوبة المضغ أو تنظيف الفم، كما يزداد الألم عند تناول الأطعمة الحارة أو المالحة أو الحامضة.
- تظهر هذه التقرحات غالبًا في بطانة الفم القريبة من موقع الخلع، مثل: الأنسجة الداخلية للخد أو قاعدة اللثة المجاورة، وقد تمتد أحيانًا إلى مناطق أخرى من الفم إذا حدث تهيّج واسع أو احتكاك بالأدوات السنية أو أطراف الأسنان المقابلة.
اسباب تقرحات الفم بعد خلع الضرس
- قد تظهر تقرحات الفم بعد خلع الضرس نتيجة تفاعل معقد بين عدة عوامل تؤثر في أنسجة الفم أثناء عملية الشفاء، فعادةً ما تنشأ هذه التقرحات بسبب تهيج أو إصابة في الأنسجة الحساسة أثناء الخلع أو بعدها، وقد تُحفزها أيضًا تغيرات في بكتيريا الفم أو الالتهاب الناتج عن الأدوات الجراحية المستخدمة.
- من الأسباب الشائعة كذلك الاستجابة الطبيعية للجسم للصدمة والشفاء، فخلال التئام الجرح، تتكوّن خلايا جديدة ويحدث نشاط مناعي مكثف، مما قد يؤدي أحيانًا إلى التهاب أو تهيج في المنطقة المحيطة، ويساعد في ظهور التقرحات، كما تصبح أنسجة الفم أكثر حساسية للعوامل الخارجية، مما يزيد من قابلية الإصابة.
- إلى جانب العوامل الموضعية، تلعب العوامل النفسية والحالة الصحية العامة دورًا مهمًا أيضًا، فالتوتر والضغط النفسي قد يُضعفان مناعة الجسم ويبطئان عملية الشفاء، مما يجعل الفم أكثر عرضة للتقرحات.
- كذلك يمكن أن يُساهم نقص الفيتامينات مثل: الحديد أو فيتامين B في إضعاف الغشاء المخاطي وزيادة احتمالية الإصابة.
- بعض الأشخاص يكونون أكثر عرضة لتقرحات الفم بعد الخلع، خاصة من لديهم تاريخ سابق لقرح الفم أو أمراض فموية مزمنة، أما الآخرون فقد يلتئم فمهم بشكل طبيعي دون أي مضاعفات.
أنواع تقرحات الفم
تنقسم تقرحات الفم التي قد تظهر بعد خلع الأسنان إلى نوعين رئيسيين:
- التقرحات الصغرى:
وهي الأكثر شيوعًا، تكون عادة صغيرة الحجم (أقل من 5 مم)، وذات شكل مستدير أو بيضاوي، وتلتئم عادة خلال أسبوع إلى أسبوعين دون ترك ندوب.
- التقرحات الكبرى:
تكون أكبر وأعمق من القرح الصغرى، وقد تكون مؤلمة بشدة، ويستغرق شفاؤها وقتًا أطول قد يصل إلى ستة أسابيع.
تقرحات الفم للاطفال
تُعد تقرحات الفم من المشكلات الشائعة بين الأطفال، وتكون غالبًا مؤقتة وغير خطيرة، ولكنها قد تسبب لهم الألم والانزعاج أثناء الأكل أو الكلام.
تتنوع أسباب تقرحات الفم عند الأطفال وتشمل ما يلي:
- العدوى الفيروسية مثل: قروح البرد أو مرض اليد والقدم والفم.
- القلاع الفموي الناتج عن فطر الكانديدا.
- الإصابات الناتجة عن العض أو الحروق أو الاحتكاك بتقويم الأسنان.
- نقص بعض الفيتامينات مثل: فيتامين B12 أو الحديد.
- أمراض مزمنة مثل: الداء البطني أو داء الأمعاء الالتهابي.
وفي بعض الحالات، قد تظهر القرحات دون سبب واضح.
علاج تقرحات الفم بعد خلع الضرس
تُشفى معظم تقرحات الفم التي تظهر بعد خلع الضرس من تلقاء نفسها خلال أسبوع إلى أسبوعين، ولكنها قد تُسبب ألمًا وانزعاجًا يستدعيان العناية والعلاج لتسريع الشفاء وتخفيف الأعراض.
العناية المنزلية لتقرحات الفم
- تجنّب لمس المنطقة المصابة لتفادي تهيّجها أو نقل العدوى، واحرص على غسل يديك قبل وبعد ملامسة الفم إن اضطررت لذلك.
- نظافة الفم: استخدم فرشاة أسنان ناعمة، أو غسول فم خالي من الكحول (مثل: الغسولات التي تحتوي على الكلورهيكسيدين) إذا كان تنظيف الأسنان بالفرشاة مؤلمًا.
- المضمضة بالماء المالح: اخلط نصف ملعقة صغيرة من الملح في كوب ماء دافئ، وتمضمض به لمدة 30 ثانية مرتين أو ثلاث مرات يوميًا، يساعد ذلك على تنظيف الجرح وتقليل الألم والالتهاب.
- كمادات باردة أو الثلج: مصّ رقائق الثلج أو ضع كمادات باردة على الخد لتخفيف التورم وتخدير الألم مؤقتًا.
- شرب الماء بكثرة: يُحافظ على ترطيب الفم ويمنع الجفاف الذي قد يزيد تهيّج القروح.
- تجنّب الأطعمة الحارة والساخنة أو الحمضية، وفضّل الأطعمة اللينة الباردة لتقليل الاحتكاك بالقرحة.
- استخدم الماصة: إذا كان شرب الماء مؤلمًا لتجنّب ملامسة المنطقة المصابة.
العلاجات الدوائية
- جل أو مخدر موضعي للفم لتخفيف الألم، وهي متوفرة في الصيدليات دون وصفة طبية.
- غسول فم طبي أو جل مطهر، للمساعدة في تقليل البكتيريا وتعزيز الشفاء.
- مراهم ستيرويدية (مثل: تريامسينولون) أو غسولات فموية تحتوي على ديكساميثازون، تُستخدم في الحالات الشديدة لتقليل الالتهاب.
- بيروكسيد الهيدروجين (3%) يمكن استخدامه كمطهر موضعي بمزيج متساوٍ مع الماء، وتُمسح به المنطقة بقطنة نظيفة مع تجنّب بلعه.
متى يجب زيارة الطبيب؟
يُنصح بزيارة الطبيب إذا:
- استمرت القروح الفموية أكثر من أسبوعين دون تحسن، أو كانت كبيرة، ومتعددة، أو مؤلمة جدًا، أو إذا واجهت صعوبة في الأكل أو الشرب.
- يجب مراجعة الطبيب فورًا إذا صاحبت القرح أعراض عامة مثل: الحمى غير المبررة، فقدان الشهية أو الوزن، ألم في المعدة، تعب شديد، تيبس في الرقبة، وجود دم أو مخاط في البراز، أو ظهور قرح حول فتحة الشرج.
أما لدى الأطفال، فيُستحسن مراجعة الطبيب عند الاشتباه بوجود عدوى فموية أو عند تأخر التئام القرح لأكثر من أسبوع إلى أسبوعين.
التقييم الطبي المبكر يساعد على تحديد السبب وتخفيف الألم وتسريع الشفاء، ومن المهم أيضًا الحفاظ على نظافة الفم اليومية والمتابعة الدورية مع طبيب الأسنان، إذ تساهم هذه العناية في شفاء التقرحات بسرعة وعودة الأنسجة الفموية إلى حالتها الطبيعية دون مضاعفات.
نصائح بعد خلع الضرس
إليك بعض النصائح التي قد تساعد في تسريع عملية الشفاء بعد خلع الضرس:
ما يجب فعله
- تجنب الشطف أو استخدام الماصة خلال أول 24 ساعة بعد الخلع حتى لا تُزال الجلطة الدموية التي تساعد على التئام الجرح.
- بعد مرور 24 ساعة، اشطف فمك برفق بماء دافئ مملّح 3-4 مرات يوميًا للحفاظ على نظافة الفم.
- ضع كيس ثلج ملفوف بمنشفة على الخد لمدة 20–25 دقيقة كل ساعتين لتقليل التورم.
- إذا حدث نزيف بسيط، اضغط على موضعه بقطعة قماش أو شاش نظيف لمدة 5 دقائق.
- تناول أطعمة طرية وسهلة المضغ مثل: الزبادي، الحساء، الأرز، المعكرونة، والبيض خلال الأيام الأولى.
- التزم بالأدوية التي وصفها لك الطبيب سواء كانت مضادات حيوية أو مسكنات ألم، ويمكن استخدام أدوية الألم التي تُصرف بدون وصفة عند الحاجة.
- نظف أسنانك الأخرى بعناية، وتجنب منطقة الخلع أو الغرز حتى يخبرك الطبيب بإمكانية تنظيفها.
- ارفع رأسك أثناء النوم باستخدام وسادة إضافية لتقليل التورم والنزيف.
ما يجب تجنبه
- النشاط البدني العنيف أو رفع الأشياء الثقيلة خلال أول 48–72 ساعة لتجنب زيادة النزيف.
- التدخين أو السجائر الإلكترونية لأنها تُقلل تدفق الدم وتُبطئ التئام الجرح.
- الشرب بالمصاصة أو البصق أو المضمضة بقوة، فهذه الأفعال قد تُزيل الجلطة الدموية وتُسبب ما يُعرف بـ”جفاف التجويف”.
- لمس أو فحص مكان الخلع باللسان أو الأصابع، لأن ذلك قد يُعيق عملية التعافي.
- تناول الكحول أو ممارسة التمارين الشاقة خلال أول 24 ساعة على الأقل بعد الخلع.
المصادر: