هل طفرات الأسنان الجينية أو الوراثية ُيمكن أن تكون سببًا في مشاكل وأمراض الأسنان؟ يعتقد البعض أن العامل الأساسي في حدوث أمراض الأسنان يتمثل في بواقي الأطعمة التي تتحلل في المناطق الواقعة بين الأسنان أو في الفراغات مع اللثة، ويلقى باللوم على عدم الاهتمام بنظافة الأسنان والفم، وبالطبع فإن ذلك صحيح ويجب الانتظام على نظافة الأسنان، لكن العلماء أثبتوا أن هناك أسباب جينية أو وراثية يمكن أن تتسبب في ظهور بعض مشاكل الأسنان، وسوف نوضح طبيعة ذلك في الفقرات التالية.
ما معنى طفرات الأسنان الجينية أو الوراثية؟
نقصد بذلك وراثة الشخص الشفرات الجينية المسؤولة عن خصائص الأسنان؛ سواء ما يتعلق بالبنية أو الشكل أو النوعية أو وضعية الأسنان، ويؤثر ذلك على طبيعة نموها وتكوينها ومدى قدرتها على مقاومة العدوى في المستقبل، وبالتبعية يمكن أن يحدث تسوس للأسنان وكذلك أمراض اللثة.
ما تأثير طفرات الأسنان الجينية أو الوراثية ؟
· تشوهات الأسنان: تعتبر تشوهات الأسنان والفم مثل: انبساط الأسنان، ومحاذاة الأسنان، واللدغة، وازدحام الأسنان، ومشاكل عظام الفك من أهم نوعيات طفرات الأسنان الجينية، وهي تؤثر بشكل مباشر على هيئة الفم والأسنان.
· سمك طبقة المينا: تعد سمك طبقة المينا من بين ما يتم اكتسابه عن طريق الوراثة، وهي تختلف من شخص لأخر.
· إنتاج اللعاب: تلعب الوراثة دور مهم في كمية اللعاب التي يتم إنتاجها، وذلك من بين العوامل التي تؤثر في مستوى حموضة أو قلوية الفم، حيث أن الخلل في الأس الهيدروجيني سواء القلوي أو الحمضي له تأثير عكسي على الفم، ومن ثم إمكانية انتشار البكتيريا.
· طبيعة لون الأسنان: قد تكون طفرات الأسنان الجينية سببًا في تحديد لون الأسنان، حيث أن البعض يمتلكون أسنانًا تميل للون الأصفر بشكل طبيعي، وجدير بالذكر أن السبب المحوري لتلك الحالة هو حدوث ترقق وتآكل لمينا الأسنان.
· تسوس الأسنان: أثبتت بعض الدراسات الطبية أن هناك بعض العوامل الوراثية التي يمكن أن تكون سببًا في زيادة احتمالية الإصابة بتسوس الأسنان.
· انحراف الأسنان: من الممكن أيضًا أن تكون العوامل الوراثية سببًا في حدوث انحراف للأسنان نظرًا لتشكل عظام الفك بصورة غير طبيعية، ويمكن في تلك الفترة معالجة الأطفال المصابين بتلك الحالة في مرحلة عمرية مبكرة، وذلك لتجنب الدواعي السلبية في المستقبل.
· سرطان الفم: يوجد أسباب مختلفة للإصابة بسرطان الفم، وفي طليعة ذلك الإفراط في تناول المواد الكحولية، وكذلك التدخين بشراهة، وعدم تناول الوجبات الصحية والإكثار من تناول الكربوهيدرات والسكريات، وكذلك عدم الاهتمام بنظافة الفم والأسنان، بالإضافة إلى ذلك فإن طفرات الأسنان الجينية قد تكون سببًا في حدوث ذلك.
· ضعف الأسنان: إن عدم الاهتمام بتناول بعض الأطعمة التي تتضمن الكالسيوم يتسبب في حدوث ضعف للأسنان، ومن أمثلة هذه الأطعمة: الحليب والجبن والزبادي وكذلك الخضراوات الورقية والحبوب وعصائر الفاكهة وبعض نوعيات الأسماك؛ مثل: السالمون والسردين والتونة.
دراسة طبية حديثة تكشف عن وجود جين مسؤول عن تأكل مينا الأسنان:
أجريت إحدى الدراسات الطبية في الولايات المتحدة الأمريكية على عناصر بشرية وكذلك فئران تجارب، وكان الغرض من ذلك اكتشاف أية طفرات جينية تؤدي لتأكل مينا الأسنان، وتم نشر هذه الدراسة في مجلة علمية طبية تعرف باسم ساينس ساينالينج Science Signaling .
وبناء عليه تم تحديد ذلك الجين و يعرف باسم OBRl1 ؛ حيث يتسبب في منع مد الأسنان بالكالسيوم، و من ثم ظهور مسام بمنطقة المينا، وبمتابعة حالة مريض يعاني من تشققات في المينا ووجود فراغات وخراجات بشكل دائم؛ تبين أن ذلك الجين هو الذي يتسبب في هذه الحالة المرضية.
